كَتَمتُ الهَوَى وَهَجَـرتُ الحَبيبـا ==وَأَضمَرتُ فِي القَلبِ شَوقاً عَجيبـا
وَلَم يَـكُ هَجريـهِ عَـن بِغضَـةٍ ==وَلَكِـن خَشيـتُ عَلَيـهِ العُيوبـا
سَـأَرعَـى وَأَكـتُـمُ أَسـرارَهُ ==وَأَحفَظُ ما عِشـتُ مِنـهُ المَغيبـا
فَكَـم باسِطيـنَ إِلَـى وَصلِنـا ==أَكُفَّهُـمُ لَـم يَنـالـوا نَصيبـا
فَيا مَن رَضيـتُ بِما قَـد لَقيـتُ ==مِـن حُبِّـهِ مُخطِئـاً أَو مُصيبـا
وَيـا مَـن دَعانِـي إِلَيهِ الهَـوَى ==فَلَبَّيـتُ لَمَّـا دَعـانِـي مُجيبـا
وَيـا مَـن تَعَلَّـقـتُـهُ ناشِئـاً ==َشِبـتُ وَمـا آنَ لِي أَن أَشِيبـا
لَعَمري لَقَـد كَـذَبَ الزَّاعِمـونَ ==َأنَّ القُلـوبَ تُجــازي القُلوبـا
وَلَو كانَ حَقّـاً كَمـا يَزعُمـونَ ==َما كانَ يَجفـو حَبيـبٌ حَبيبـا
وَكَيـفَ يَكـونُ كَمـا أَشتَهـي ==حَبيـبٌ يَـرَى حَسَناتِـي ذُنوبـا
وَلَـم أَرَ مِثـلَكِ فِـي العالَميـنَ ==ِصفـاً كَثيبـاً وَنِصفـاً قَضيبـا
وَأَنَّـكِ لَـو تَطِئيــنَ التُّـرابَ ==َزِدتِ التُّرابَ عَلى الطيـبِ طيبـا
العباس بن الاحنف